mardi 22 décembre 2015

HISOIR

بواسطة : Unknown بتاريخ : 13:50
مقدمــة:
عرف المغرب في بداية القرن العشرين أوضاعا خطيرة، اتسمت بانعدام الاستقرار نتيجة لتوتر العلاقة بين الحكم السلطاني وبعض القبائل المغربية، وظهور التمردات والعصيان، مما فسخ المجال أمام القوى الاستعمارية من أجل التهافت على استعمار المغرب تحت ذريعة استتباب الأمن والسهر على الاستقرار.وبفعل ضعف الجهاز المخزني واستمراره في التنظيم الاجتماعي والسياسي التقليدي الذي كان عليه قبل سنة 1912، بالإضافة إلى احتلال الجزائر سنة 1830، فرضت على المغرب معاهدة الحماية التي تم توقيعها بتاريخ 30 مارس 1912.
وأمام هذا الواقع المشأوم الذي هز نفوس المغاربة وحرك فيهم الشعور الوطني وضرورة التصدي للمشروع الكولونيالي الفرنسي، حيث ظهرت حركات المقاومة المسلحة وإعلانها الدفاع عن البلاد. ومن ضمن هذه الحركات حركة المقاومة الوراينية التي كانت بارزة ونشيطة بمجال الأطلس المتوسط.
تحتل قبيلة بني وراين موقعا استراتيجيا، فامتدادهم من غرب سهول تاهلة في الغرب إلى ملوية الوسطى في الشرق، جعلتهم يراقبون المدخل الغربي والشرقي لممر تازة، المنفذ الوحيد الذي يسمح بالتنقل من المغرب الأطلسي إلى المغرب الشرقي والجزائر.
وفي سنة 1914 قامت القوات الفرنسية باحتلال مدينة تازة، فرغم هذا الحدث ظلت قبيلة آيت وارين حرة في مجالها مما جعل الفرنسيون يخططون للإسراع بإخضاع المنطقة وذلك عن طريق الزحف غلى المناطق السهلية والمناطق الأقل ارتفاعا وكان ذلك بين سنتي 1914 – 1918، لكن صلابة المقاومين وشجاعتهم جعلت فرنسا تعيد ترتيب أوراقها وتؤجل إخضاع "العازيين" الرافضين لسلطة للاستعمار إلى المرحلة ما بين 1919 – 1927 وهي مرحلة اندلاع المعارك الحاسمة والملاحم الكبرى.
من بين الأسباب والدوافع التي دفعتني للبحث في هذا الموضوع، انتمائي لهذه القبيلة بحكم الولادة والنشأة، وإيمانا مني أن آخر ما يمكن تقديمه لقبيلتي هو إعادة كتابة تاريخها والنبش في ذاكرتها التي أرادوا لها الطي والنسيان سواء في التاريخ الرسمي للمغرب أو في الكتابات التاريخية المعاصرة، رغم ما قدمته من تضحيات واسترخاص للنفس في سبيل الوطن.
لقد واجهت مجموعة من العراقيل قبل إخراج هذا البحث إلى حيز الوجود، ويتجلى ذلك في قلة المادة التاريخية إلى حد تغييب تاريخ المنطقة من سجلات المقاومة المغربية المسلحة أو التطرق إليها بشكل مختصر، رغم ذلك، كانت عزيمتي وإرادتي تفوق كل هذا وذاك، لأن الأمر يتعلق بإعادة الاعتبار ونفض الغبار عن تاريخ آيت وراين الذين أبوا الركوع واختاروا الموت، عكس أولئك المتخاذلين الذين باعوا بلادهم بصحن من عدس، ويبقى التاريخ هو الكفيل لإظهار الخسيس من النفيس.
سأتناول في بحثي المتواضع هذا ثلاثة فصول:
الفصل الأول:
عبارة عن دراسة جغرافية لمنطقة بني وراين، وسيتم الحديث فيه عن الحدود الجغرافية للمنطقة، والتضاريس المشكلة لمجال بني وراين بالإضافة إلى المناخ.
الفصل الثاني:
عبارة عن دراسة أنتروبولوجية للمنطقة، تطرقت فيه لنظام القبيلة عند آيت وراين ونظامها الاقتصادي والسياسي، كذلك فلكلور أحيدوس باعتباره موروثا ثقافيا وتراثا عريقا يختزل ذاكرة المنطقة.

الفصل الثالث:



تحدث فيه عن المقاومة المسلحة لقبيلة بني وارين ضد الاستعمار الفرنسي، ابتداء من دفاعهم عن مدينتي فاس وتازة ومقاومتهم خارج مجالهم الجغرافي (1912 – 1914)، ومحاولة زحف القوات الفرنسية إلى المناطق السهلية والأقل ارتفاعا (1914 – 1918)، وفي الأخير تطرقت إلى المرحلة ما بين (1919 – 1927) والتي عرفت معارك حاسمة ومواجهات عسكرية أبان فيها الورايني عن شجاعة قل نظيرها.

Aucun commentaire :

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.

جميع الحقوق محفوضة لذى | Privacy Policy | Contact US | إتصل بنا

amazightofficielle1